الأربعاء، 27 يونيو 2012

(وحديث في الحب بين الهلال والصليب)$(الدين للديان والعشق والوجد والهوى لنا)*

شاءت الاقدار ان يجتمعا (فادي )و(فاتن ) بقسم الفلسقة بكلية الآداب  ،(فادي) يتدين بالاسلام و(فاتن )تتدين بالمسيحية ، التحقا بالقسم وهما لايعرفان الا القراءة والكتابة وما حدثهم عنه رجال الدين عن الدين سواء بجوهره او بقشوره الزائفة .


وخلال المخاضرات كان يهاجم كل منهم الاخر لان كل منهم يظن انه من الفرقة الناجيه ، وبعد عامين تغلغلت الفلسفة بداخلهما وتفتحت عقولهم ،وزالا الخلاف بينهم .

جمال (فاتن) لا يضاهى احبها( فادي )وهو على يقين بإستحالة هذا الحب بسبب إختلاف المعتقد الديني ،إقترب من( فاتن) مالت اليه هي الاخرى ، في البداية كان حديثهما يدور حول إشكاليات الفلسفة ، وكان من ضمنها إشكالية وحدة الاديان عند الصوفيه ، وإشكالية الدين الطبيعي عند فلاسفة الدين الطبيعي ، تشددت فاتن لمعتقدها ، وقالت انه عبث ، حاول فادي إقناعها بوحدة الاديان، فسألته لماذا تتشبث برأيك؟ حاول فادي ان يسوق مبرراته  إلا انها كانت دون جدوى .
التزم الصمت ونظر في عينيها ونظرت هي الاخرى في عينيه ، وتحدثت العيون ،وأفصحت  عن ما عجز اللسان عنه، وامتدت الاصابع تتحسس الايدي ، سحبت فاتن يديها وادارت وجهها وتحركت تاركتاً فادي خلفها ،وقالت انت تعلم اننا في مجتمع لايحبذ هذه العلاقة .. فأنت تعلم بإستحالتها ، قال لها وهل للمجتمع ورجال الدين سلطان على القلوب سلطان على العقول سلطان على المشاعر ،قالت له بل لهم سلطان على الاجساد، ستكون النتيجة تصفية احد منا جسدياً ، وكيف يكون الحب بيننا ،هل هو الحب عند الرومانسيين؟ ام الحب في عرفنا (الزواج وتكوين اسرة ) وهذه الحالة او تلك مستحيلة في مجتمعنا .

اقترب منها فادي ووضع محياه على رأسها ويداه تحت نهديها ،وقال لها فلنترك المجتمع ونعيش معا حالة الطبيعة الاولى  إرجعي بذاكرتك الى (قصة حي بن يقظان)، التفتت نحوه مبتسمة وهي تنظر الي عينيه ، وقالت له فلنخض التجربه  لانني اشعر بأن العمر قصير جداً.
وذهبا الى مكان يجمع بين الماء والرمال ،تاركان المجتمع المدني بكل ما فيه من الآلآم ومعاناة وكل ما يقف حائل بينهما وبين رغباتهما ،لينعما بحرية فطرا عليها،لانهما يران ان حريتهما لم تتحقق الا في حالة الطبيعة الاولى .
كانا يقضيان يومهما دون التفكير في كذا وكيت،وانما التفكير في كيف يكون يومهما في لذة دائمة ومضى شهرًا وبضعة أيام وفي مساء اليوم العاشر بعد الشهر ، شعرت (فاتن) بأنها الليلة االاخيرة لها بين الأحياء،فأرادت أن تترك أحسن تغريدة كطائر( البجع) عندما يشعر بدنوأجله فيترك احسن تغريدة في الوجود .

أيقنت ان احسن تغريده تتركها (لفادي) هي ان تقضي ليلة جنسية ،تهيأت في أحسن صورة نظرت الى (فادي) وهو نائم وقالت (علي دقة قلبي غفيتك وعلي بوسة حلوة بوعيك)، وامتدت  يداها  لتندس بين طيات  شعره وتنظر في عينيه الناعستين وتشابكت الشفايف ،استيقظ (فادي) وتبادلا النظرات المصحوبة بالابتسامة ، وقالت فاتن في نفسها وآسفاه ستصبح وحيدًا عندما يكون الفجر مطلاً كالحرير.

جردته من ملابسه واصطحبته نحو الشاطئ وقالت له فلنبدأ الليلة من منتصف البحر،وقضيا لحظتان من ا لنشوة العارمة  بالماء ،وخرجا ليكملا الليلة على الشاطئ ،القمر بكامل نوره ،شفتاها تشتعلان مثل فضيحة والناهدان بحالة إستنفاروعلاقته بهما تظل حميمةً كعلاقة الثواربالثوار ، والموج يرتفع ويهدأ،والتفت الاجساد بالرمال ، والآهات تتعالى وتتوارى، والوقت يسجل لحظات النشوة ، ومع شروق الشمس جسد (فاتن) ممدداً على الرمال و(فادي) يجلس بجوارها ،وهما في لحظات المداعبةإذ بفاتن تنظر في عينيه وتقول له إن السماء تتطلب بضاعتها ولم اجد مفراً إلا ان ارد الامانة، ولا يبقى لك سوى جسدي ،والروح في انتظارك !
وهكذا أصبح فادي بالوجود وحيداً ،ولا يجد امامه طريق سوى الإرتماء في احضان القلسقة ...............
                                                  ************                                                      ربيع عبدالله  
                                                                                                                             القاهرة 2012
_________________________________
(*) القصة لا علاقة لها بالواقع وإنما هو خيال مصبوغ بصبغة فلسفية ، فكتب القلم .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق